Wednesday, August 26, 2009

تيتة الحاجه ... جمال وقوة





مازالت جدتي أو ( تيتة الحاجه) ذات الثمانين ربيعا تبهرني في كل شيء حتى الآن،بقايا جمال قديم و ذاكرة قوية وذهن حاضر وروح متقدة نفتقدها نحن الشباب في أيامنا هذه وفوق ذلك كله قدر ملاحظ من الإعجاب بالنفس والزهو يصل لكل من يتعامل معها من أول مرة فكيف بحفيدها ؟

في كل مرة تحكي لي القصص المختلفة دون كلل ولا ملل وفي كل مرة تعتقد أنها تحكيها لأول مرة على الرغم من تكرارها كثيرا ولا أقدر على البوح بأي شيء وإلا كان لي الويل والثبور وعظائم الأمور. تجلس في مجلس العائلة فتذكرني بالحاجة فاطمة تعلبة في الوتد أو بماري منيب في أي فيلم من أفلام الأبيض والأسود أو حتى كالأميرات التركيات المشتهرات بقوة النفوذ ووفرة الإعجاب بالنفس. تأمر فنطيع ... وتنهى فننتهي والكل لها تبع وما نفعل ذلك إلا لنتقي النار ولو بنصف همسة،إن غضبت فنظرتها وعيد وكلامها تهديد ،وإن فرحت فابتسامتها حلوة وتعليقاتها فيها حضور وقوة.
كل ذلك وأكثر جعلني أتوقع أن يكون كل جيلها هكذا فما أدراني بغير ذلك وقد رحلوا كلهم ولم يبق إلا هي ( أمد الله في عمرها ) بل لم أجرؤ يوما على أن أقول ذلك وإلا كانت الطامة

عجيب ذلك الجيل من الناس، فلديه من الروح المتفائلة مع شظف العيش حينها ما يثير الاستغراب والدهشة، دخل بسيط ومعيشة رقيقة الحال صاحبها في ذات الوقت ضعف الإمكانيات العامة ورغم ذلك كله تجد الصبر والتحمل والرضا بشكل غريب، بعكس حالنا نحن الشباب هذه الأيام، مازلت أتذكر كيف كانت تحكي لي جدتي أنها ولدت عمي الكبير في ( الغيط ) دون ( داية ) ولا دكتورة أطفال، فقط كل ما تقوله أن وقت الولادة قد حان وهي في عملها مع أهلها ولا وقت للذهاب لأي مكان .... بكل بساطة وضعته ثم لفته في لفافة من قماش ووضعته بجانبها ثم أكملت عملها حتى نهاية اليوم

مازالت تتذكر ذلك البيت الكبير الذي كان يضم العائلة الكبيرة ... جدي الأكبر ( حماها ) رحمه الله الذي كان يمتلك عبدا مملوكا لا يقدر على شيء... كان قد كبر سنه فهو كلٌ على مولاه... لكن جدي أحسن إليه في أواخر عمره حتى توفى رحمه الله ، أظنه كان الوحيد من أهل البلدة الذي يملك عبدا ... البلدة كلها تأتمر بأمره وتنتهي بنهيه .. كيف كانت المعيشة في بيت يضم حوالي 40 فردا والكل يعمل في نظام محكم ولا يجرؤ على عصيان الأوامر ، تحكي كيف كان جدي ( زوجها ) رحمه الله قوي الشخصية وافر الذكاء ... لا يمر أحد من أمام داره إلا وجب عليه النزول من على حماره وخلع حذاءه والمرور حافيا حتى يبتعد. رائعة تلك العائلة التي تبعث على الفخر بحق


دائما ما تسخر مني أنا وأبناء عمومتي... من طريقة أكلنا وشربنا وحتى ملابسنا التي تثير استغرابها على حد وصفها ثم تقول... الله يرحم أيام زمان كان كل حاجه فيها بركة كما تكرر على أسماعنا باستمرار أنه يجب علينا الاهتمام بالأكل أكثر من ذلك فنحن في نظرها مفرطون وكسالى وأن (الشتا للرجالة) على حد قولها كما أن الاستحمام بالماء البارد في الشتاء سبب كافي لجمال البشرة حتى مع الكبر، كل شيء تحاول أن تتكلم فيه حتى العناية بالبشرة والشعر والغزل والمعاكسات كانت لها معها (حوارات) بجانب تعليقها المستمر على غلاء المعيشة وسوء الأوضاع.


لها من الاهتمامات السياسية ما يثيرني حقيقة كثيرا بل ويصل الحال أحيانا لأن تقضي الليل كله باكية على حال فلسطين أو تمضي النهار بأكمله تتكلم في قضية الانتخابات الأمريكية الأخيرة، كما لابد من أن تدلي بدلوها في القضايا الداخلية أيضا فتحلل أزمة العيش وتبحث في أصل مشكلة التموين بجانب متابعتها المستمرة لجلسات مجلس الشعب على الرغم من أنها تطالها أيدي الرقابة بالطبع.


ذات مرة ( طب) البوليس عليهم في البيت ... لا يوجد إلا أباها فقط، وأخوها كان بالخارج ... هو من كان مطلوبا بالتحديد لحيازته قطعة سلاح فقد كان (شيخا للغفر) ... دخل العسكر بيتهم ... فتشوه وهي تضع القطعة تحتها وهي على السرير بجانب أباها المريض ... طلبوا منها أن تقوم فرفضت وأصرت حتى خرجوا ... وكأن شيئا لم يكن.... هكذا تحكي هي بكل بساطة فالأمر من وجهة نظرها لا يتعدى بضع كلمات وحسب... كم كانت قوية تلك المرأة بالفعل . وهي تحكي لي هذه المواقف يدخل أبي عليها أو أي ابن من ابنائها ثم يخرج فتدعو لهم دائما بالدعاء المعتاد ( الله يوقف لك ولاد الحلال ويكفيك شر الطريق )


دمتم بود




Wednesday, August 12, 2009

كيف يستعد المسلم لشهر رمضان ؟؟



كيف يستعد المسلم لشهر رمضان ؟؟


أولاً : الاستعداد النفسي والعملي لهذا الشهر الفضيل


ممارسة الدعاء قبل مجئ رمضان ومن الدعاء الوارد
أ- اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان
ب - اللهم سلمني إلى رمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني متقبلاً


نيات ينبغي استصحابها قبل دخول رمضان :
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه في الحديث القدسي ( إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا اكتبها له حسنة )

ومن النيات المطلوبة في هذا الشهر :

نية ختم القرآن لعدة مرات مع التدبر
نية التوبة الصادقة من جميع الذنوب السالفة
نية أن يكون هذا الشهر بداية انطلاقة للخير والعمل الصالح وإلى الأبد بإذن الله
نية كسب أكبر قدر ممكن من الحسنات في هذا الشهر ففيه تضاعف الأجور والثواب
نية تصحيح السلوك والخلق والمعاملة الحسنة لجميع الناس
نية العمل لهذا الدين ونشره بين الناس مستغلاً روحانية هذا الشهر
نية وضع برنامج ملئ بالعبادة والطاعة والجدية بالإلتزام به


المطالعة الإيمانية
وهي عبارة عن قراءة بعض كتب الرقائق المختصة بهذا الشهر الكريم لكي تتهيأ النفس لهذا الشهر بعاطفة إيمانية مرتفعة

إقرأ كتاب لطائف المعارف ( باب وظائف شهر رمضان ) وسوف تجد النتيجة -

صم شيئاً من شعبان فهو كالتمرين على صيام رمضان وهو الاستعداد العملي لهذا الشهر الفضيل تقول عائشة رضي الله عنها ... وما رأيته صلى الله عليه وسلم أكثر صياماً منه في شعبان

استثمر فضائل رمضان وصيامه : مغفرة ذنوب ،عتق من النار ،فيه ليلة مباركة ، تستغفر لك الملائكة ،يتضاعف فيه الأجر والثواب ،أوله رحمة وأوسطه مغفرة ... الخ . استثمارك لهذه الفضائل يعطيك دافعاً نفسياً للاستعداد له
استمع إلى بعض الأشرطة الرمضانية قبل أن يهل هلاله المبارك
قراءة تفسير آيات الصيام من كتب التفسير
اجلس بنا نعش رمضان شعار ما قبل رمضان وهو عبارة عن جلسة أخوية مع من تحب من أهل الفضل والعمل الصالح تتذاكر معهم كيف تعيش رمضان كما ينبغي فهذه الجلسة الإيمانية تحدث أثراً طيباً في القلب للتهيئة الرمضانية

تخصيص مبلغ مقطوع من راتبك أو مكافأتك الجامعية لهذا الشهر لعمل بعض المشاريع الرمضانية مثل
صدقة رمضان
. كتب ورسائل ومطويات للتوزيع الخيري
الاشتراك في مشروع إفطار صائم لشهر كامل 300 جنيه فقط
حقيبة الخير وهي عبارة عن مجموعة من الأطعمة توزع على الفقراء في بداية الشهر
الذهاب إلى بيت الله الحرام لتأدية العمرة

تعلم فقه الصيام ( آداب وأحكام ) من خلال الدروس العلمية في المساجد وغيرها
حضور بعض المحاضرات والندوات المقامة بمناسبة قرب شهر رمضان
تهيئة من في البيت من زوجة وأولاد لهذا الشهر الكريم .( من خلال الحوار والمناقشة في كيفية الاستعداد لهذا الضيف الكريم – ومن خلال المشاركة الأخوية لتوزيع الكتيبات والأشرطة على أهل الحي فإنها وسيلة لزرع الحس الخيري والدعوي في أبناء العائلة

ثانياً : مشروع مثمر لليوم الواحد من رمضان

برنامج صائم

قبل الفجر

التهجد قال تعالى ( أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذرُ الآخرة ويرجو رحمة ربه ) الزمر : 39
السحور : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( تسحروا فإن في السحور بركة ) متفق عليه
الاستغفار إلى أذان الفجر قال تعالى ( وبالأسحار هم يستغفرون ) الذاريات :18
أداء سنة الفجر: قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) رواه مسلم

بعد طلوع الفجر

التبكير لصلاة الصبح قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً ) متفق عليه
الانشغال بالذكر والدعاء حتى إقامة الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة ) رواه أحمد والترمذي وأبو داود
الجلوس في المسجد للذكر وقراءة القرآن إلى طلوع الشمس : ( أذكار الصباح ) فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس . رواه مسلم
صلاة ركعتين : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ) رواه الترمذي
الدعاء بأن يبارك الله في يومك : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده ) رواه أبو داود
النوم مع الاحتساب فيه : قال معاذ رضي الله عنه إني لأحتسب نومتي كما احتسب قومتي
الذهاب إلى العمل أو الدراسة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما أكل أحد طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده ) رواه البخاري
الانشغال بذكر الله طوال اليوم : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم ولم يذكروا الله تعالى فيها ) رواه الطبراني
صدقة اليوم : مستشعراً دعاء الملك : اللهم أعط منفقاً خلفاً

الظهر

صلاة الظهر في وقتها جماعة مع التبكير إليها : قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( إن رسول الله علمنا سنن الهدى وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه ) رواه مسلم
أخذ قسط من الراحة مع نية صالحة... وإن لبدنك عليك حقاً

العصر

صلاة العصر مع الحرص على صلاة أربع ركعات قبلها : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً ) رواه أبو داود والترمذي
سماع موعظة المسجد : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً أو يعلمه الناس كان له كأجر حاج تاماً حجته ) رواه الطبراني
الجلوس في المسجد : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله وحق على الموزر أن يكرم الزائر ) رواه الطبراني بإسناد جيد

المغرب

الانشغال بالدعاء قبل الغروب قال النبي صلى الله عليه وسلم (ثلاثة لا ترد دعوتهم وذكر منهم الصائم حتى يفطر ) أخرجه الترمذي
تناول وجبة الافطار مع الدعاء ( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى ) رواه أبو داود
أداء صلاة المغرب جماعة في المسجد مع التبكير إليها
الجلوس في المسجد لأذكار المساء
الاجتماع مع الأهل وتدارس ما يفيد : قال النبي صلى الله عليه وسلم وإن لزوجك عليك حقاً
الاستعداد لصلاة العشاء والتراويح

العشاء

صلاة العشاء جماعة في المسجد مع التبكير إليها
صلاة التراويح كاملة مع الإمام قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه البخاري ومسلم
تأخير صلاة الوتر إلى آخر الليل : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً ) متفق عليه

برنامج مفتوح

زيارة أقارب أو صديق أو جار
ممارسة النشاط الدعوي الرمضاني
مطالعة شخصية . مذاكرة ثنائية ( أحكام . آداب . سلوك) .. الخ
درس عائلي
تربية ذاتية
حضور مجلس الحي
.مع الحرص على الأجواء الإيمانية واقتناص فرص الخير في هذا الشهر الكريم



دمتم على الخيرات مقبلين