Wednesday, April 27, 2011

نظرة مختلفة

السلام عليكم

لعله من الغريب أن أحط رحالي ها هنا مرة أخرى بعد طول انقطاع ... ربما لحاجتي أن أتكلم بحرية بعيدا عن تعقيدات الحياة وتقلبات المعيشة ... أو ربما حنين فتئت أتذكره من حين إلى حين لمتكأي الراقي .... أو ربما نوعا من " الفضفضة " التي جبلنا عليها واستجابة لفطرة الله التي فطر عليها الناس

أيا ما كانت الأسباب .. يكفي أني هنا وحسب حتى أبوح بنذر يسير من ثنايا قلبي وتلافيف عقلي الذي يأبى دوما أن يتوقف عن التفكير وتلك نعمة ونقمة في ذات الوقت

لكني حقا أوقن أنه يتعلم كل يوم جديدا من الجديد الذي يتواتر يوما بعد يوم في تاريخ الحياة الإنسانية ... هذه المرة أكتشف أني أمام أناس ربما يظهرون أمامي كتبا مفتوحة أو ربما ألهمني الله تعالى أن أنظر بعين غير العين التي يبصر بها ذوو العقول السطحية لترانيم الحياة المتواترة يوما بعد يوم

هذه المرة يكون الأحساس لدي أعلى حساسية وأقوى تنبها لمن حولي ... وذلك من شعور الغربة التي أعيشها خارج حدود وطني الأم بما أظهر لي كثيرا من الناس بصورة أقسى من الطبيعي المعتاد

ربما يقول قائل ... لعله منك أنت ... من إحساس التغيير ... من إحساس التغريب ... من إحساس المكان الجديد والمعيشة الجديدة والأناس الجديدون

أقول نعم وحتما لابد لكل تلك الأسباب وغيرها أن تكون سببا لتلك النظرة لكنها بالتأكيد ليست هي الأسباب الوحيدة ولا الرئيسية

إنما هي طريقة تربية ونمط حياة

عودنا أبي أسبغ الله عليه نعمه وفضله وأدام ظله ما حيينا أن الحياة بالنسبة لنا أجزاء يكمل بعضها بعضا

العمل جزء

الأسرة جزء

الترفيه جزء

المعرفة ونهل المعرفة جزء

حتى التكوين الشخصي والمراقبة الذاتية وتنمية الجانب الروحي جزء وإن كان جزءا مهما يساهم في تكوين الشخصية بجانب الأجزاء الأخرى

لكنها تظل أجزاء يكمل بعضها بعضا

وطغيان جزء من تلك الأجزاء على ما عداه ظلم بين وإثم مبين يفضي بصاحبه إلى المهالك لا محالة وتختلف عاقبة الأمر على أهمية الجزء المهمل

هنا في عملي الجديد وجدت طغيانا كاسحا لجزء من تلك الأجزاء وذلك هو سر مقالتي هذه اليوم

أن يعتقد الشخص أن عمله هو حياته كلها فذلك جنون

أن يهلك نفسه وصحته وماله من أجله عمله فهذا خبال

أن يعتقد المرء أن ذلك يعطيه نظرة جيدة في عين مديره أو رفعة بين زملائه أو إثباتا لمكانته بين الجميع فذلك تعدي

وبعض الناس تميل بهم الدنيا نتجية ذلك فينقلب الدافع في أول الأمر يقينا وغاية تهون دونها كل المبادئ والقيم وتظل نفسه تسول له وتزين حتى ينقلب الخاطر عقيدة ويصبح ديدنه تلك الأفعال بل ويعلمها من بعده دون وعي تارة ... وتارة أخرى عن قصد ظنا منه أنه يفعل الخير وينشره بين الناس

مازحت أبي ذات مرة قائلا له .... يا أبت .. أنت لم تربنا التربية الصحيحة في هذا الزمان

لقد ربيتنا أن الحياة أنهار مختلفة نرتوي منها كلها بكل ما يصلحنا لا أن نعتبرها نهرا واحدا نغرق فيه دون أن ندري



كل الود