Wednesday, November 4, 2009

حسن التوكل




القصة أن شيخاً كان يعيش فوق تلٍ من التلال ويملك جواداً وحيداً محبّباً إليه



في يوم من الأيام فرّ جواده، فجاء إليه جيرانه يواسونه لهذا الحظ العاثر، فأجابهم بلا حزن


وما أدراكم أنه حظٌ عاثر؟


وبعد أيام قليلة عاد إليه الجواد مصطحباً معه عدداً من الخيول البريّة.. فجاء إليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيد فأجابهم بلا تهلل

وما أدراكم أنه حظٌ سعيد؟




ولم تمضِ أيام حتى كان ابنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول البرية فسقط من فوقه وكسرت ساقه وجاءوا للشيخ يواسونه في هذا الحظ السيء فأجابهم بلا هلع

وما أدراكم أنه حظ سيء؟





وبعد أسابيع قليلة أعلنت الحرب وجند شباب القرية وأعفي ابن الشيخ من القتال لكسر ساقه فمات في الحرب شبابٌ كثر..



وهكذا ظل الحظ العاثر يمهّد لحظ سعيد والحظ السعيد يمهّد لحظ عاثر إلى ما لا نهاية في القصة، وليست في القصة فقط بل وفي الحياة لحد بعيد.



**********


أهل الحكمة لا يغالون في الحزن على شيء فاتهم لأنهم لا يعرفون على وجهة اليقين إن كان فواته شراً خالصاً أم خير خفي أراد الله به أن يجنبهم ضرراً أكبر، ولا يغالون أيضاً في الابتهاج لنفس السبب.


إنمـا يشكرون الله دائماً على كل ما أعطاهم ويفرحون باعتدال ويحزنون على ما فاتهم بصبر وتجمل



هؤلاء هم السعداء.. فإن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم الرضا بالقضاء والقدر ويتقبل الأقدار بمرونة وإيمان وحسن توكل على الله



لا يفرح الإنسان لمجرد أن حظه سعيد فقد تكون السعادة طريقًا للشقاء والعكس بالعكس







دمتم بود