Thursday, May 29, 2008

رسائل ورسائل

السلام عليكم

لا بد من وقفة تعيد للمرء صوابه كل حين

ولابد له من إعادة نظر في كل ما يفعله في يومه وحياته على الجملة

وعلى ذلك لا بد من إعادة النظر في كل ما يحيط به من أمور وحتى أشخاص

ومن ذلك أيضا أوقات المحن والشدائد التي تنبأ عن الصديق الصدوق أوالصاحب العابر الذي يتسلق على أطلال قلبك المكسور من أفعاله وكلامه على الحقيقة

وقد كان الناس في قصتي ياسادة صنفان

صنف أبيض القلب نقي السريرة يعلي من همتك ويعظم من عملك على قلته لرفع روحك المعنوية وصنف اخر اثر نزغات الشيطان من وسوساته على نفسه بالسوء وحب الدنيا فكانت له معي صولات وجولات وهم كثر

وربما كان من بين الصنف الثاني من هم من أصحاب القربى من أهل بيتك ورحمك وربما كان من الأول من يشد أزرك ويقوي ظهرك من لم تعمل له حسابا ولا تلقي له بالا وليس ذاك تحقيرا ولكن عجبا منه أن لم يرد على خاطرك من الأساس

وذاك النوع الثاني من المتهجمين حتى وإن لم تظهر له ما يخفيه قلبك من حب الدفاع عن النفس ودفع المظالم والتهم ... حرصا عليه ربما ... وربما قناعة منك في عدم جرحه وايلامه بمثل ما المك به من قبل من باب أنه لايوجد أحد مبرأ من العيوب والنقائص بما خلقنا الله بدون مرحلة الكمال بمراحل تجده في كثير من الأحيان لا يعي مثل ذاك التصرف منك وربما تمادى أيضا في وصف مثالبك وعيوبك ظنا منه برجاحة عقله في كلامه معك ووفرة تجاربه التي تجعل كلامه في نظره هو قدسي المعنى واجب التنفيذ كأيات القران أو الحديث

وسبب هذا القول أنه قد مرت بي فترة أحسب أنها كانت عصيبة علي بكل ما تحمل الكلمة من معاني

لكنها كانت مليئة بالعبر والدروس التي وصلتني تباعا تباعا

أول ما وصلني من تلك الرسائل

رسائل ربي تبارك وتعالى لي في كل وقت وحين سواء كانت قلبية بيني وبينه أو حتى على ألسنة الخلق بأصنافهم حولي أو حتى ربما بشواهد الأحداث التي أمر بها كل يوم وكل ساعة وأحمدك ربي أن أعنتني على فهم رسائل الجميلة الرقيقة وأقول فيها

لك الحمد ربي على كل نعمة منك وفضل لم أقدره حق قدره ولك الشكر على نعمائك وسرائك قبل ضرائك ولك الحمد ان أعنتني على تحملها فلم أحسب أني خرجت من ذاك الكهف مظلوما محسورا .... لكن أظن بنفس أني الان أكثر قوة بك وأكثر توكلا عليك فلك الحمد ربي كل الحمد على ما أوليتني من فيض جودك وبرك وإحسانك لعبدك الفقير


أما ثاني هذه الرسائل فكانت ممن كان حولي وخالطني وعاشرني ومر بي ولو مرة في طيف سير الحياة المتتابع حينا بعد حين وقد ذكرت أنواعهم وهم بعد قسمان

قسم شد من أزري وناصرني على ماكنت فيه من ضيق الحال وعسر المقال بين الصحاب والأنداد ولم يكن لي من متنفس غير قلة ممن أثق بهم وهم على ذلك قلة لو قارنتهم بالقسم الاخر من الناس إلى جانب مضيفتي المتواضعة وقبل كل ذلك أشكو بثي وحزني إلى الله على ما ابتلاني به وخصني بجميل ابتلائه الذي أحمده أن أعانني على تحمله


وقسم أخر من البشر لم يكن من هم الا السخرية وقذف الكلام جزافا دون علم ولا مصلحة من وراء ذلك في غالب الأمر غير التحقير والتهوين والتقليل من شأن العبد الفقير إلى جانب ما جبلت عليه انفس من حب الأثرة والتسلط على الغير والنطق بما يميت القلب ويعي الفؤاد من فحش القول وتفحش الفعل وهؤلاء لا قدرة لي على نسيانهم حتى الان بما فعلوه واقترفوه في حقي وربما يأتي يوم أسامح فيه من ظلمني لكن لست أدري متى ذلك اليوم وما أفعل ذلك غلا وغضبا ولكنها نفسي التي تأبى أن تترك حقها من شرع الله في القصاص العادل دون تجريح ولا مغالة ولا تعدي


أما ما كنت أخطه من حين لاخر على المضيفة فهو من كبت النفس التي لا أستطيع معها ايقافها فلا أجد بدا من كتابة بعض ما يختلج في فؤادي حين بعد حين في مواربة أحسب أني كنت بطلا في كتمانها على غير عادتي في كثير من الأحيان


وما وددت علم الله كتابة مثل هذا هنا ولكنها همهمات أردت مشاركتكم فيها لعلها تكون عبرة لمن أراد يوما أن يقرأها أو ربما كانت شبيهة لبعضنا في يوم ما لتكون العظة والاعتبار


وأختم بحمد ربي على كل حال وأشكره على ما حباني به في هذه المدة وادعوا ربي أن يرضى عني وعنكم وعن كل مسلم مؤمن


أمين

Saturday, May 24, 2008

كيف تعرف نفسك

كما وعدنا المرة السابقة نكمل ما بدأنا على الرغم من أني كنت عاوز اتكلم بشوية حاجات فضفضة كده

لكن نكمل الاول الموضوع وبعد كده نبقى نقول اللي احنا عاوزينه


الباقي من موضوع النفس ده هو كيف تعرف نفسك من بين الانواع ااثلاثة وصفات النفس المطمئنة

نبدأ بمعرفة نفسك


كيف تعرف نفسك من بين الأنواع الثلاثة ؟؟

إذا كان لديك يقينا دائما أن الله معك ولا يخزيك أبدا وأن الله لا يأمر أو يقضي إلا بما هو في صالحك و اطمأنت نفسك وتغلبت على صراعات نفسك فاللنفس صراعات بين فعل الخير وارتكاب المعصية فإذا غلبت فعل الخير على الشر كنت من أصحاب النفس المطمئنة وإذا غلبت فعل الشر على الخير في كل أحوالك كنت من أصحاب النفس الأمارة بالسوء وأما إذا غلبت الخيرتارة ولكن قد تضطرك نفسك إلى ارتكاب بعض المعاصي تارة أخرى ولامتك نفسك على فعلها فعدت إلى فعل الخير مرة أخرى كنت من أصحاب النفس اللوامة

أما صفات النفس المطمئنة ... أسأل الله تعالى أن يجعلنا منها كلنا

المداومة على ذكر الله

النفس المطمئنة دائما تذكر الله لا يشغلها عن ذكره شاغل سواء كان ولدا أو زوجة أو مالا فهي مع الله تحيا بحبه وتطمئن بذكره وتتمنى لقاءه وفي ذلك قال تعالى(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) سورة الرعد28 وهي لا تغفل عن ذكر الله أبدا ولذلك لا تفعل شيئا يغضبه و يذكر صاحبها الله سبحانه على كل أحواله كما في قوله تعالى (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ) آل عمران وكذلك في كل أوقاته في السر والعلن كما في قوله تعالى ( واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين )

يكون الإنسان على كل أحواله ذاكرا لله عز وجل فذكر الله نبراسا ينير له قلبه ويهديه إلى الطريق المستقيم لا يضل عنه ولا يزيغ أبداأنت أنسي و منيتي و سروري قد أبى القلب أن يحبى سواك ايا عزيزي و منيتي و اشتياقي طال شوقي متى يكون لقاك اليس سؤلي من الجنان نعيم غـير أني أريدها لأراك الذلك ذكر الله حياة القلوب ونورها كقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) الأنفال وذكر الله أساس كل عمل صالح ولك أن تتخيل رجلا يذكر الله على كل أحواله وحركاته أيفعل شيئا يغضبه؟ وهل الذي يحمد الله بقوله الحمد لله يطمع في شيء لم يكتبه الله له أو يتمنى ما في يد الآخرين وليس له فيه حق ؟ وهل الذي ملأ قلبه بذكر الله يجد الحقد في قلبه مكانا؟ وهل الذي ملأ قلبه بحب الله ورسوله تجد في قلبه بغضا لأحد؟ فكر قليلا وسوف تجد الإجابة إن شاء الله هدانا الله وإياك إلى ما يحب ويرضى

سلامة الصدر

و النفس المطمئنة صاحبها من أشد المقربين إلى الله تعالى وتجد إيمانه من أعلى درجات الإيمان وهم الأنبياء والصديقون وإذا تفكرت في سير الأنبياء تجد أن الله زكي أنفسهم أولا ثم بعثهم بالرسالة بعد ذلك فغسل الله قلوب أنبيائه بالحكمة والإيمان وذلك حتى يستقبلوا النور الإلهي بنفس مطمئنة لا تزيغ ولا تضطرب ونرع الله من قلوبهم الغل والحسد والحقد وكل سواد من شأنه أن يعمي القلوب ويزيغ الأبصار فهذا سيدنا موسى عليه السلام يدعو الله قائلا ( رب اشرح لي صدري ) طه 25 وهذا خير البرية صلى الله عليه وسلم عندما أراده الله سبحانه وتعالى أن يستقبل النور الإلهي شرح صدره مرتين الأولى في سن من حديث أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً فَقَالَ هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ لَأَمَهُ وَأَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ رواه أحمد ومسلم والثانية : قبل القيام برحلة الإسراء والمعراج من حديث أبي ذر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فُرِجَ عَنْ سَقْفِ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهُ فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي صحيح رواه البخاري وهنا نلاحظ أن القلب إن لم يُملأ بحب الله والإيمان به مُليء بوسوسة الشيطان وهوى النفس

ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رسول الله أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِه) رواهِ الترمذي
وعن ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا تَشَهَّدَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا مِنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ فالرسول صلى الله عليه وسلم وهو رسول الله الذي خاطبه ربه قائلا( ألم نشرح لك صدرك ) يدعو ربه بهذه الأدعية وهو ذو النفس المطمئنة والقلب السليم والروح الطاهرة والخلق القويم فكيف بنا نحن ؟وقد كان صلى الله عليه وسلم يمنع أصحابه أن يبلغوه عن أحد شيئا فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُبَلِّغُنِي أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي عَنْ أَحَدٍ شَيْئًا فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ وَأَنَا سَلِيمُ الصَّدْرِ

القناعة

كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل: "قل اللهم إني أسألك نفساً بك مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك" رواه الطبراني ... ‌وهنا قد وضح لنا المعصوم ما يجب أن تتصف به النفس المطمئنة من الإيمان بالله و القناعة والرضا بالقضاء قال ذو النون : من وثق بالمقادير لم يغتم وقال من عرف الله رضي بالله وسُر بما قضى الله والقناعة رضا العبد بما قسمه ربه له من المال والزوجة والأولاد وهي قناعة بالموجود وترك الحزن على المفقود والقناعة أيضا أن تحمد الله على كل أحوالك وتشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى

ويتحقق الحمد والشكر بالقناعة وتقوى الله تعالى فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ كُنْ وَرِعًا تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ وَكُنْ قَنِعًا تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ بتقوى الله واقنع برزقه فخير عباد الله من هو قانع وتلهك الدنيا ولا تطمع بها فقد يهلك المغرور فيها المطامع وقد أوجز من أوتي جوامع الكلم في تعريف القناعة في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا رواه ابن ماجه وهي أيضا أن ترضى برزق الله ولا تقيس كل شيء بالمال فإن الغنى غنى النفس و كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ ولماذا لا نقنع ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليكم بالقناعة ، فإن القناعة مال لا ينفد

أنشد البحتري ... وأرى همـــتي تكلفـــني حمل أمر خفيفه لثقيل ولو أني رضيت مقسوم حظي لكفاني من الكثير القليل ولماذا لا نقنع ؟ ما كنا على يقين أن الله يرزق من يشاء كيفما يشاء بما فيه مصلحة العباد وأن ما من دابة في الأرض إلى على الله رزقها كما في قوله تعالى " وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها " هود :6 فهي الرضا والتعفف وترك المسألة واعلموا أن القناعة عز الفقير والمسكين وهي رأس مال كل متعفف صان نفسه عن مسألة الآخرين

ولكن في أي شيء يجوز ألا نقنع ؟ المؤمن الحق هو أن يقنع برزق الله تعالى ولكنه لا يقنع من استكثار فعل الخير وتحصيل علوم الدين ولكننا الآن و قد أكلتنا الدنيا وجعلتنا ندور في رحاها أصبح كل همنا هو كيف نجمع الأموال حتى يكون لنا قيمة في المجتمع الذي يقيس كل شيءٍ بالمالأرى رجالاً بأدنى الدين قد قنعوا ولا أراهم رضوا في العيش بالدون فاستغن بالدين عن دنيا الملوك كما استغنى الملوك بدنياهم عن الدين


منقول بتصرف


دعواتكم

Wednesday, May 7, 2008

أنواع النفس الثلاثة

كما وعدنا في المرة السابقة نبين هنا انواع النفس كما قسمها الله سبحانه وتعالى في القران الكريم وعلى لسنا نبيه صلى الله عليه وسلم إلى ثلاثة أنواع وهي كما هو ملاحظ مناط التكليف في الأعمال وعليها يكون النعيم باذن الله أو الشقاء عافانا الله واياكم

النفس المطمئنة

وهي النفس التي تداوم على فعل الطاعات وترك المنكرات وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وهي دائما ملهمة بالخير ... النفس المطمئنة لا تأمر صاحبها إلا بالخير دائما ولا تحمل شيئا من أمراض القلوب من حقد أو حسد أو غل أو نفاق بل تجد صاحبها نقي السريرة منشرح الصدر سليم القلب طاهر البدن يحب الخير لكل الناس فإذا رأى بأحد نعمة لا يتمنى زوالها منه بل يدعو الله أن يزيده من فضلة ويبارك له فيها أدبت نفسي فما وجدت لها من بعد تقوى الإله من أدبإن كان من فضة كلامك يا نفس فإن السكوت من ذهب

النفس اللوامة

وقد أقسم الله تعالى بها وذلك في قوله" لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة" قال الحسن: هي والله نفس المؤمن، ما يرى المؤمن الا يلوم نفسه قائلا: ما اردت بكلامي؟ ما اردت بأكلي؟ ما اردت بحديث نفسي؟ والفاجر لا يحاسب نفسه। و قال مجاهد هي التي تلوم على ما فات وتندم، فتلوم نفسها على الشر لم فعلته، وعلى الخير لم لا تستكثر منه. تفسير القرطبي جزء 18 سورة القيامة
رأيت الذنوب تميت القلوبَ ويورث الذلَ إدمانُها
وتركُ الذنوبِ حياةُ القلوبِ وخيرٌ لنفسك عصيانُها


النفس الأمارة بالسوء

وهي النفس الخبيثة التي تشتهي فعل الشر دائما ولا تأمر صاحبها إلا بمعصية فتأمره بفعل كل ما هو سيئ وترك كل ما هو حسن وتأمره بالمنكر وتنهاه عن المعروف وتأمره أيضا بمعصية الخالق وظلم المخلوق فتجد نفسه مملوءة بكل أمراض القلوب من حقد وحسد وغل ونفاق وبغض وتجدها تحمل كل ما هو نجس وسيئ من الأخلاق المذمومة وهي نفس المنافق والكافر والمشرك وقد ورد ذكرها في كتاب الله في قوله تعالى وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم" يوسف 53
ويوم القيامة لا ينجومن النار ولا يدخل الجنة إلا من أتي الله بقلب سليم । سليم من الشرك والنفاق وغيرهما من الخبائث كما قال تعالى (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الشعراء :89 وفي الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما تقولون في صاحب لكم إن أنتم أكرمتموه وأطعمتموه وكسوتموه أفضى بكم إلى شر غاية وإن أهنتموه وأعريتموه وأجعتموه أفضى بكم إلى خير غاية قالوا: يا رسول الله! هذا شر صاحب في الأرض। قال: فوالذي نفسي بيده إنها لنفوسكم التي بين جنوبكم قرطبي تفسير القرطبي جزء9 سورة يوسف
أشكو إلى الله نفساً ما تلائمني تبغي هلاكي ولا آلو أناجيها
ما إن تزال تناجيني بمعصية فيها الهلاك وإني لا أواتيها
أخيفها بوعيد الله مجتهداً وليس تنفك يلهيها ترجيها



وفي المرة القادمة نبين كيف تعرف نفسك أنت من هذه الأنواع
وما هي الصفات المتوافرة في النفس المطمئنة


دعواتكم

منقول مع بعض التصرف للأمانة

Saturday, May 3, 2008

النفس والروح والجسد


بين أيديكم بوست قديم استرجعته من أرشيف المدونة لتعم الفائدة كنت قد وضحت فيه العلاقة بين الجسد والروح
فقد تواردت علي الخواطر من التفكير في تلك الأمور التي تبدو في كثير من الأحيان ملتبسة المعنى عند كثير منا في فهم تلك العلاقة التي وجب علينا فهمها فهما كاملا لتصبح عبادتنا لله عن فهم وقرب ومحبة ...

ودارت بنفسي تلك الأسئلة من قبل لأبحث لها عن جواب فوجدت ضالتي عند رجل من الصالحين كنت أرافقه في رحلة طيبة فكان جوابه كالتالي معنا وليس نصا لعدم تذكر النص حرفيا ...

الجسد : هو ذلك المخلوق الذي أودع الله فيه سر الأرض وكوامنها ودلت على ذلك الأدلة العملية
والعلمية من احتواء أجسادنا على كمية من العناصر الأرضية بنسب ثابتة لا تغير فيها حيث وضع فيه نزعة الطين بشهواتها ونزواتها من اشكال متنوعة لتلك المعاني

الروح : هي ذلك المخلوق الذي أودعه الله أجسادنا ولا ندري كنهها على الإطلاق وذكر الله ذلك في محكم تنزيله
قل الروح من أمر ر بي ) وبالتالي هي مخلوق غيبي يمثل ناحية السمو للسماء بعزها وتطلعها لمعالي الأمور )
وفضائل الأعمال والبعد عن سفاسف الأمور والخير وكل المعاني الطيبة التي نعرفها

النفس : هي مجموع تلك وذاك من الجسد والروح معا لتصبح في نهاية المطاف نفسا أمرنا الله تعالى أن نحافظ
عليها ونرعاها ونعمل من خلالها على خلافة الله في الأرض بإعمارها والعمل بالخير حتى لقائه يوم التناد .. وأنزل أغلظ العقوبة وأكبرها على من أزهقها وأوردها المهالك ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل
الناس جميعا ) فكانت تلك المهمة وكانت تلك العقوبة على إتلاف النفس وهلاكها بالعمد


.إذا الأمر كله مجموع في النفس التي تتكون أساسا من الجسد والروح معا ..
كان هذا هو الرد المقنع على تساؤلي وأردت أن أورده هنا لتعم الفائده


لكم كل الود