أعتقد وأقر أنني منذ فترة بعيدة تجتاحني مشاعر متباينة على حال الناس وطرائق المعيشة المختلفة لأصحاب الهموم المختلفة من كل ما يحمل لقب آدمي على وجه تلك البسيطة
تلك الحالة بالطبع تلقي علي مزيدا من الهموم تساهم بشكل أو آخر في رسم تقاسيم وجهي الذي يزداد هرما على هرم بمرور الأيام والشهور
ولا أظن بل أكاد أجزم جزما تاما أني لست كذلك لوحدي بل يشاركني في ذلك الجميع تقريبا
لكن حقا ما يجعلني أسأل نفسي عدة مرات في اللحظة الواحده عن قيمة من قيمنا الحضارية التي نستمد منها قوة واعتزازنا باسلامنا وقوميتنا وعروبتنا
الإنتماء
ذلك الإحساس الذي يغذي أرواحنا فنقتات منه لنحيا في هذه الدنيا بكرامة وعزة ومنعه من العدو وأصحاب المطامع
إنتماؤنا لعقديتنا واسلامنا وقوميتنا وعروبتنا ومصريتنا وتراثنا الحضاري والثقافي والاجتماعي والسياسي والفكري وكل أشكال التميز عن الحضارات الأخرى
قد لا أكون مبالغا إن أجزمت أن ذلك الشعور قد تلاشى أو انعدم لدى الكثير ناهيك عن عدم وجوده بالكلية في الأجيال الناشئة الجديدة مما جعلها ممسوخة مشوهة القيم والمبادئ والمثل العليا
أرى ذلك بأم عيني في أنا على المستوى الشخصي حين أقارن نفسي بأخي الأصغر وأقرانه وأولاد عمومتي مثلا ... ما تظهر معه المقارنة بلايا عظاما تراكمت فينا على مر الأيام من تشويه الهوية وضياع المرجعية بكافة أشكالها واهتراء المنظومة بكل أوجهها على نحو سواء
أرى ذلك في تعبيرات الناس في الحياة العامة ... المترو ... الباصات ... أي تجمع بشري يومي يتعامل فيها لناس بشكل روتيني
لا أود الإطالة .... لكنه سؤال يجب طرحه علينا جميعا
ماذا تعني قيمة الإنتماء لديك أو حتى لدى من يهمك أمرهم
بشكل آخر
ما الذي جناه علينا استيرادنا لكل غث فاضح مشوه من الآخر دون تمييز بل دون حتى الموازنة بين غثهم وسمينهم
وكانت النتيجة ما ترون الآن من أحوال وأوضاع
أترككم الآن لتسرحوا بخيالكم بعيدا متخيلين الموقف ومقارنين في قرارة عقولكم بين الماضي والحاضر
بالتأكيد
ستظهر لكل منكم إجابة مختلفة وتصور مختلف
وحل مختلف لتجنب تلك المصيبة الكبرى
دمتم بخير وعافية