Thursday, October 30, 2008

بين الثابت والمتغير



في محاضرة قيمة للدكتور عصام البشير وزير الأوقاف السوداني السابق ... كانت تلك الكلمات الطيبة في وصف مفهوم الثابت والمتغير في الشريعة الاسلامية

فذلك الجزء هو لب الشرع ومقياس فهم الإنسان لدينه وغايته من تلك الدنيا

الاسلام ... كلمة الله الخاتمة التي نزل بها وحيه على نبينا صلى الله عليه وسلم وهي بين الزمان والمكان واستوعبت شئون الدنيا والاخرة

هذه الرسالة التي جاءت لبناء الفرد والأسرة والمجتمع والأمة بناء فكريا بالعلم النافع وروحيا بالتزيكة والتطهر وجسديا بالعافية والنشاط ووجدانيا بالقيم الجمالية التي تسمو بالفرد ولا تهبط به وخلقيا الذي يجسد معاني الاسلام على أرض الواقع سلوكا حيا

هذا هو الاسلام من نبعه الصافي من رب العزة الى جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم الينا

وتعريف الثابت في العموم هو الذي يفيد الديمومة والاستقرار

أما المتغير هو الذي يفيد التحويل من حالة الى حالة سواء كانت مكانية أو زمانية تتعلق بالبيئة أو العوائد والأعراف والتقاليد

فما هو الفرق

الله سبحانه أنزل ايات محكمات هن أم الكتاب تمثل الوحدة الفكرية والقواسم الشتركة لكل من يحمل اسم مسلم والتي لا جدال فيها ولا تعديل مهما تبدل الزمن وتغير وأخر متشابهات التي تحتمل أكثر من وجه في التفسير ويتعدد فيها الاجتهاد والنظر والفكر

والعلماء فرقوا بين الاحكام ..

الآحكام الأصلية التي لا معنى فيه لتبدل الحال وهي الثوابت

وبين نوع اخر ويعبر عنه بالاحكام التي تبنى على المصالح والاجتهاد والعلل والاعراف التي لم ينشأها الشرع وتأتي بتبدل الأيام وتغير الحالة وهو المتغير

فالفتوى تتغير بتغير المكان والزمان والعوائد والمقاصد طالما لم تمس أصول الدين وثوابته الركيزة المتأصلة

ويجب هنا التفرقة بين الثابت والمتغير حتى لا يحدث اللبس بتحويل الثابت للمتغير أو المتغير الى الثابت وذلك هو ما ضاعت به الأمة

بين من جعلوا الاسلام كله في الثابت وضيقوا ما جعله الله سبحانه واسعا وضيقوا على الناس



وبين من ميعوا الثابت وغيروا فيه تحت باب التجديد والتحديث ودفعا للتهم التي تتهم الامة بالتحجر والجمود والتخلف وتحت باب المعاصرة


وضاعت القضية بين إفراط هؤلاء وتفريط هؤلاء والحق وسط بين التغالي فيه أو التجافي عنه

وعند تحديد الثابت والمتغير لا بد من الرجوع الى المصدرين الأساسين القران والسنة وأراء المجتهدين في ذلك من أهل العلم

فالثابت الذي يعبر عنه بالمحكمات في الشرع هوالمحكمات وهن خمسة أبواب

الأصول العقائدية والمقاصد الكلية والأحكام القطعية والفرائض الركنية والقيم الأخلاقية


لأن الاسلام يقوم على أربع شعب



العقيدة والشعائرالتعبدية والقيم الأخلاقية والمعاملات

فالعقيدة هي المدخل الفاصل بين الجنة والنار والايمان والكفر

المقاصد الكلية : هي حفظ الدين الذي هو قوام حياة الانسان والنفس والعقل الذي هو مناط التكليف والمال الذي به قيام حياة الفرد والعرض والنسل



والدين يأتي لوضع ما يصون هذه المقاصد العامة الكلية

الأحكام القطعية : الذي ثبت بدليل قطعي في الكتبا والسنة وأجمعت عليه الأمة





الفرائض الركنية : كأركان الاسلام وكل ما فرضه الله على الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والأمة

القيم الأخلاقية : كالصدق والوفاء بالعهود وأداء الأمانة وغيرها

إنما بعثت لأمم مكارم الآخلاق ، وهي الثمرة الحقيقة لتمام الإيمان وسلامة الطريق

هذه هي كليات الدين وأصوله وثوابته وقطعياته والتي تمثل أرضية مشتركة ووحدة في التصور الاسلامي الذي لا تتغير بتغير الزمان ولا المكان ولا العصور لكل المسلمين في كل مكان وزمان والتي يرددها الجميع

أم الباقي فيعتبر من المتغيرات التي جاءت لتسع البشرية على اختلاف مشاربها وعاداتها وفيها يكون الاجتهاد على وفق الحاجه ومطلب المجتمع من متغيرات تتطرأ كل وقت بأشكال مختلفة

كما يوجد فيها دائرة المسكوت عنه أو كما يقول علماء القانون ...منطقة الفراغ التشريعي وهو ما سكت الله سبحانه وتعالى عنه رحمة بنا ورأفة علينا وليس من الواجب علينا السؤال عنها لتغير مدلولاتها بتغير الحال

يا أيها الذين أمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم

تلك هي التقسيمة المبدأية للاسلام والتي من المفترض ان يكون كل فرد منا على علم بها حتى يكون لديه المقدرة على الفهم الصحيح والتطبيق الرائع له


اللهم أعنا على فهم دينك فهما طيبا


دمتم بود






3 comments:

دنيتى الجميله said...

"اللهم أعنا على فهم دينك فهما طيبا"

اللهم اميييييين

عارف حضرتك الموضوع ده بقى محير جدا
فى حاجات كتيرة اتربيت عليها على انها حرام وطلعت على كده ودلوقتى بتفاجأمن الناس انها عادى وفيها تخفيف وعلى انها فى الاول كانت مفهومه غلط ...الله اعلم
او انهم سألوا علماء كبار فأجازلهم الشىء ده .., برضوا الله اعلم
المهم انى فعلا بقيت مش عارفه ايه
الفرق بين الثابت والمتغير

وميــــض أمــــل said...

السلام عليكم

أنا أول مره أعلق المدونه لكن انا متابعاها وبصراحه قمه فى الروعه

تستحق الشكر كمان على الموضوع الجميل دا

موضوع الثابت والمتغير دا مش سهل والمتغير لو فى الفروع مش مشكله لكن دلوقتى بنلاقى تغير فى الاصول وهو دا اللى يحتاج وقفه

وفعلا العقيده هى الفيصل

وأضم دعائى لدعاءك وأقول الللهم أعنا على فهم دينك فهما سليما يدفعنا الى الجنة دفعا
اللهم آمين

تقديرى واحترامى لكـ

mohamed ghalia said...

العقيدة والشعائرالتعبدية والقيم الأخلاقية والمعاملات

فالعقيدة هي المدخل الفاصل بين الجنة والنار والايمان والكفر

المقاصد الكلية : هي حفظ الدين الذي هو قوام حياة الانسان والنفس والعقل الذي هو مناط التكليف والمال الذي به قيام حياة الفرد والعرض والنسل
والدين يأتي لوضع ما يصون هذه المقاصد العامة الكلية

الأحكام القطعية : الذي ثبت بدليل قطعي في الكتبا والسنة وأجمعت عليه الأمة

الفرائض الركنية : كأركان الاسلام وكل ما فرضه الله على الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والأمة

القيم الأخلاقية : كالصدق والوفاء بالعهود وأداء الأمانة وغيرها
كلمات تلخص الكثير من الأمور
تقبل تحياتى
فى تاج فى مدونتى ياريت تجاوب عليه أعتقد هيكون ليك إجابات مميزة
تحياتى أخى العزيز