متى سنصل لطريقة مرضية في الحوار

منذ وقت ليس بالقصير ويدور في وسائل الإعلام والمدونات على وجه العموم سباق محموم بين بعض مدوني الاخوان في عرض وجهات النظر الشخصية في بعض الأمور العامة أو حتى الداخلية للجماعة بطريقة مخالفة لما تعودنا عليه مما سبق

وكان لي بعض التعليقات على تلك الهيئة في الحوار مع أحبابي واصدقائي وكذلك كانت الردود تثري العقل والروح في أسلوب هادئ وجميل

لكن أردت هنا عرضا مختلفا بشيء من التفصيل لنبحث في أسباب الأزمة التي نشأت ولنبحث أيضا عن علاج جذري لتلك الظاهرة المتنامية بشكل لافت للنظر

وما أردت الدفاع عن أحد إلا بقدر ما أردت التوضيح من وجهة نظري المتواضعة ومحاولة وضع ميثاق شرف للحوار وأساليبه وألياته

بعد كل محاولة كانت فاشلة أو ناجحه يتبادر لذهني سيل من الأسئلة التي تشغل بالي عن طريقة الحوار المتغيرة بشكل سريع كل مرة عن اختها السابقة بعيدا عن مضمون الكلام ومحور القضايا المطروحة للنقاش

فظهر أسلوب جديد من الحوار يتزايد فيه الندية بين فريق شبابي صغير السن وبين فريق من الكهول أو ربما الرجال التي تتفاوت اعمارهم السنية تلك الفئة المحاورة ربما بعقد من الزمان وذلك أيضا ليس دفاعا عن أحد بقدر ماهو دفاعا عن معتقدات ومروثات حضارية وقيمية من المفترض بنا نشأتنا عليها تلقائيا دون الرجوع إلى فئة فكرية أو خلفية ثقافية معينة

وما المتدافع عليه أثناء الحوارات السابقة بين كلا الطرفين إلا حوار في نظري بين وجهات نظر مسبقة لا تحاول معرفة المقصد من الطرف الاخر ولا تعطي له الفرصة في كثير من الأحيان لمعرفة الدوافع من وراء تلك القرارات والرؤى الفكرية المختلفة ويتجلى في ذلك اندفاع الشباب وفورة الفتوة السنية التي تجعل الاندفاع سمة رئيسية في ذلك الجيل لينتج عن ذلك حوارات مختلة الشكل والهيئة في معظم مراحلها المختلفة أو يكون هناك أسباب أخرى تنظيمية تنشا عن المحاولات الغير ناحجه لاحتواء تلك العناصر بشكل تكافلي أو تناصحي أو استيعابي نفسي في كثير من الأحيان مما يؤدي في نهاية المطاف لفجوات فكرية عميقة يظهر اثرها على المدى البعيد ويؤثر بالسلب على التركيبة التنظيمية لأي كيان أو هيئة لها هيكل تنظيمي في أي مجال

هذه المرة أردت أن أتحدث عن الجانب الشبابي في تلك الحواراتلتوك المرة القادمة رسالة للشيوخ والرجال والمفكرين والمربين في الجماعة

وقد كان محور كلامي مع العديد حول هذه النقطة في ألية الحوار ومنهجيته وطريقة التعامل مع الداخل ليكون التعامل مع الاخر بنجاح في عصر أصبحنا نفتقر فيه للغة التحاور والتعايش الداخلي قبل الخارجي

طيب الله أوقاتكم