Tuesday, December 4, 2007

من وحي الخاطر

منذ وقت كبير للغاية ونحن نعاني التفرقة الفكرية على مستوى واسع من كينونتنا الثقافية وبالتالي أثرت تلك التفرقة على وحدة المجتمعات العربية والاسلامية بشكل او بأخر ففي أول الوقت كانت هناك وحدة ثقافية يعبر عنها بمفهوم دستور وحدتنا الثقافية كما عبر عنها العلامة الغزالي في إحدى كتبه القيمة وحين نتتبع مسار الوحدة الفكرية من أول الأمر حين كانت المدينة النبوية الفاضلة اول العهد فإنها كانت تتجلى بوضوح في مفهوم وحدوية النسيج المجتمعي المتمثل في الطاعة لرأس الدولة الفكرية والتنظيمية على نحو سواء، فالرسول صلى الله عليه وسلم حينها كان يعتبر المرجعية القانونية والرسمية والدينية التشريعية على كافة أشكالها ، لذلك كانت الوحدة الثقافية والفكرية ممتدة حتى فترة طويلة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين المهديين من بعده
بدليل وجود فئة متغيرة الفكر حتى وإن كانت في الظاهر متفقة مع المضمون العام وهي المنافقين فقد كان لهم كيانهم المختلف والموازي ولهم كتلة تصويتية واحده بدليل ما حدث في بدر والحدث المهم في ذاك الوقت من تخلفهم الطارئ في وقت عصيب واستراتيجي في علم الحروب

لكن بعد دخول العناصر المسلمة الغريبة الفكر والثقافة عن الطريقة الفكرية العربية بطريقة أو أخرى ولد لدى الأمة جيل جديد من الأفكار المهجنة إن جاز التعبير لكن من خلال أطر عامة وتابوهات لا يمكن تجاوزها شرعا وعرفا وقانونا في ذاك الوقت وأصبح هناك تعارفا وتناغما رائعا بين الثقافات المختلفة على جميع المستويات أثمرت مستوى رائعا من الفكر والثقافة و العلوم وتبادل الحضارات مما عزز الثقافة العربية والاسلامية بمزيد من التصورات الفكرية والعلمية والفلسفية على وجه الخصوص إلى جانب استقراء ما توصلت إليه الحضارات الأخرى من علوم ربما يتكون في نهاية المطاف قليلة نسبيا بالنسبة لعمر هذه الحضارات لكن العرب تمكنوا من إعمال العقل في تعلموه من تلك العلوم على اختلاف أنواعها وتفريعاتها والعمل على تجديد الفكر والعمل بإبداعات جديدة تضاف لرصيد الحضارة الإنسانية على وجه العموم

هذه الطريقة وهذه العقلية في التفكير في التعايش مع الأخر والتناغم الفكري والعلمي والثقافي بعيدا عن تابوهات العقائد والمعتقدات ظلت سائدة حتى وقت ليس بالقصير لكن كما يطرأ على أي امة من الأمم من حالات الضعف والانكسار فقد وصلت أمتنا لحالة متردية من التخلف و التقهقر المخزي الذي وفر للأخر مزيدا من السيطرة الفكرية والمعلوماتية الكاملة مع غياب واضح لمقومات الريادة الفكرية على مستوى
واسع مما أدى إلى إنبهار منا للطرف الاخر بما يصنع دون وعي بالغث والسمين مما يكتب وينشر

بل وزاد الأمر فأصبحت معتقادتهم وأفكارهم مطمعا لكثير من المنتمين لهذا الدين الحنيف السمح

بل وزاد الأمر فأصبح المدافعون عن تلك المعتقدات منا نحن ربما أكثر وأقوى من أصحابها الأصليين

وصارت عندنا تيارات فكرية داخلة على مجتمعنا بل ومؤثرة بطريقة واسعة على قطاع عريض من الناس نظرا لضعف الفلاتر الموجوده في عقولنا لنتبين ما يفيد وما يضر

فأصبح عندنا مثلا الفكر الشيوعي والماركسي والعلماني والليبرالي وغيرهم وكلهم على اختلاف مشاربهم ومعتقداتهم أفكارؤ غريبة الأصل عن ديننا السمح الذي تربينا عليه وبه فما هي يا ترى الطريقة القوية التي نرجع بها لوحدتنا الثقافية والفكرية كما كنا من قبل لنصبح كتلة واحده في عالم أصبح لايعرف الان سوى التكتلات





طيب الله أوقاتكم

12 comments:

عصفور المدينة said...

لا أدري يا أستاذنا معك أن التكتلات مطلوبة لكن يبقى دائما مجال للتمايز وإقصاء بعض الأفكار التي لا تقبل بطبيعتها التعايش وخاصة إذا كان قد تم تجربة التقارب كثيرا واستقر الحال على حب من طرف واحد وخاصة أيضا أن يوجد من يمكن التقارب معهم ممن تكون مساحة التشارك في الأصول معهم أكثر

دكتور حر said...

هه

دكتور حر said...

جزيت خيرا فيما ذكرت يا صاحب المضيفه

*****
أتفق معك طبعا في معظم ما قلت
الا ان الموضوع بحاجة الى مناقشة كل نقطة منه على حده

وأضيف اليها انا في الوقت الحال قد انشغلت الأمه على سفاسف الأمور وأصبحت همومها الكبرى وقضاياها العتيده

كما يقال هيفا

دمت بكل خير

صاحب المضيفة said...

أخي العصفور

كلام منطقي ومقنع

لكن السواد الأعظم يسير بنفس الطريقة المذكورة في البوست

اليس هذا صحيحا

ليست كل حاجه في الدنيا غلط طلها ولا صح كلها

دمت بخير

صاحب المضيفة said...

اخي الحر

في انتظار مناقشاتك الممتعة في اي وقت على صفحات المدونة هنا او هناك

واتفق معك فيما قلت من انشغال الامة بسفاسف الامور فعلا

كان الله لنا

صاحب البوابــة said...

:)

مـحـمـد مـفـيـد said...

أخي العزيز
لكم اسعدني سماع صوتك وكم انت شخص محترم ومن كلامك ومن كتابتك

اخي
دائما ما لا نتعلم من الاخرين ونعتمد علي ثقافتنا الفرديه وليس لدينا اي تقبل للرأي وللرأي الاخر
فهذا عيبنا

بنت الصالحين said...

اخى صاحب المشيفه
ماقلته فى هذه التدوينه صحيح واتفق معك فى اغلب النقاط
وانا مع الدكتور الحر فى اننا نهتم بسفاسف الامور

وايضا تجد ان الامه كلها اصبحت فى شبه غيبوبه
لا اقصد غيبوبه كامله
ومستسلمه تماما للهيمنه الغربيه
بل وتجد التقليد الاعمى والاصم ايضا من العرب للغرب
وياحسرتااااااااااااااااه

اللهم وحد صفوفنا
اللهم وحد صفوفنا
اللهم وحد صفوفنا

جزاك الله خيرا
ومنتظره ان تتحدثوا فى كل النقاط انت ودكتور حر باذن الله تعالى
وجزاكم الله خيرا

صاحب المضيفة said...

أخي العزيز
محمد مفيد

شكرا على زيلرتك الطيبة لمدونتي الكريمة

وتعليك وسام على صدري أحتفي به

دمت بكل الود

صاحب المضيفة said...

ختي عاشقة الفردوس


شكرا على مرورك الكريم

كلمات طيبة وتعليق ظريف

وأتمنى المشاركة في التافعليات الفكرية الموجودة

دمت بكل الود

جهاد خالد said...

موضوع يحتاج لوقفة تأملية طويلة

من أي بدأ الخلل
وإلى ما انتهى الان
وكيف العلاج


ذكرتم نبذة سريعة أخلها ملخصة للسبب
وكذلك الوضع الحاضر

ثم تساءلت في النهاية عن العلاج

وكما كل مرض يعرف سببه فيستخرج علاجه

نعالج هذا المرض

بالطبع لن نستطيع اقصاء الثقافات الاخرى عن حياتنا وافكارنا وبخاصة في عصر بات الاتصال الفكري والمعلوماتي هو عصب الحياة

لكن بامكاننا ايجاد ما اسميته بالفلاتر الغائبة

وهذه الفلاتر هي عبارة عن تأسيس فكر الفرد المسلم عقيدة وسلوكيات
من كتب وأفكار العهد الاول الذي كان متماسكا

كل ما نحن فيه سببه أننا بتنا نحكم عقلنا نحن البشر لا عقلنا نحن المسلمون
بتنا نختار بهوانا نحن البشر لا كما يرضى ربنا ورسولنا

بمعنى أكثر بساطة

نحتاج من جديد لتعليق لافتة أمام أعيننا مكتوب عليها

(الله ورسوله)

ساعتها سنعود


اعتذر عن الاطالة
وأشكرك شكرا جزيلا على اطروحاتك المميزة

صاحب المضيفة said...

النجمة الصامده

أصبت كبد الحقيقة بذكرك الحل والعلاج

نحتاج فقط بعد ذلك إلى تدبر الوسائل العملية السريعة للخروج من هذا المأزق الراهن

كلام موضوعي وجميل وبحاجه إلى تدبر وتطبيق

دمت بخير